تعيش صناعة المحتوى والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي تحوّلاً ملحوظاً، وسط تصاعد الانتقادات من المتابعين بسبب التباهي المفرط بالرفاهية في وقت يشهد فيه العالم أزمات معيشية واقتصادية متزايدة.


وفي تقرير نشره موقع "أكسيوس"، تبيّن أن جمهور منصات مثل تيك توك وإنستغرام بدأ يرفض بشدة المحتوى الذي يُظهر حياة البذخ، معتبراً إياه منفصلاً عن الواقع، خصوصاً في ظل ارتفاع الغلاء وتراجع القوة الشرائية.

من "بيع الأحلام" إلى محتوى الأزمات

صناعة المؤثرين التي ازدهرت خلال جائحة "كورونا" عام 2020، وبلغت قيمتها السوقية العالمية نحو 250 مليار دولار، باتت تواجه تحدياً حقيقياً في الحفاظ على جمهورها، بعدما تحوّل المزاج العام إلى تفضيل المحتوى الواقعي والإنساني على حساب الصور والفيديوهات التي تمجد الرفاهية.

أشار التقرير أيضاً إلى أن تغير سياسات الدفع لدى العلامات التجارية ساهم في تضييق الخناق على المؤثرين، حيث بدأت العديد من الشركات تربط العائدات بالأداء (مثل عدد المبيعات) بدل الاعتماد على مبالغ ثابتة لكل منشور. وهذا التحول أضعف مردود غالبية المؤثرين، حيث أن 90% منهم لا يتجاوز دخلهم السنوي 50 ألف دولار، في حين يحقق الكبار عشرات الآلاف مقابل المنشور الواحد، بالإضافة إلى الهدايا والرعايات.

 تحوّل في نوعية المحتوى

مع تبدّل أولويات الجمهور، بدأ العديد من المؤثرين بتعديل محتواهم نحو مواضيع أكثر ارتباطاً بالواقع مثل نصائح التوفير، والعروض، وحيل التسوّق الذكي. كما لوحظ ازدياد ملحوظ في التفاعل مع صانعي محتوى مختصين في إدارة الأموال والشؤون المالية.

ويتوقع خبراء أن تشهد الفترة المقبلة عودة تدريجية للمحتوى الإنساني والواقعي، كما حدث خلال ذروة الجائحة، مع تراجع الاهتمام بـ"مظاهر الرفاهية" التي باتت تُثير الاستياء أكثر مما تُلهم.

 


المصدر : وكالات