في خطوة قد تثير عاصفة داخل الحزب الجمهوري، تبحث الدائرة المقربة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إمكانية دعم البيت الأبيض لزيادة الضرائب على الأمريكيين الأثرياء ضمن تشريعات ضريبية مرتقبة لعام 2025.


وتشير المصادر إلى أن النقاش يدور حول فرض ضرائب جديدة على من يتجاوز دخلهم السنوي مليون دولار، وقد تتوسع الفكرة لتشمل من يكسبون أكثر من 5 ملايين. هذا التوجه الجريء، والذي يُعتبر خروجًا نادرًا عن النهج الجمهوري التقليدي، يأتي في وقت حرج يسعى فيه الحزب لتجديد قانون التخفيضات الضريبية لعام 2017.

رغم التردد في أروقة الكونغرس، فإن نائب الرئيس جيه دي فانس ومدير الميزانية راسل فوت أبديا انفتاحهما على الفكرة. أما ستيف بانون، الذراع اليمنى السابق لترامب، فيدفع علنًا نحو تبني الخطة لنسف اتهامات الديمقراطيين بأن الجمهوريين "حزب المليارديرات".

لكن في المقابل، يرفض كبار مستشاري ترامب السابقين بشدة الاقتراح، من بينهم نيوت غينغريتش وستيف مور ولاري كودلو، إضافة إلى صوت إعلامي نافذ مثل شون هانيتي من فوكس نيوز، الذي حذر من أن هذا التوجه قد يخنق الاقتصاد ويخون الوعود الانتخابية السابقة.

عدد من كبار الجمهوريين في الكونغرس، من ضمنهم رئيس مجلس النواب مايك جونسون والسيناتور تيد كروز، أعربوا عن رفضهم القاطع لأي زيادة ضريبية، ما يجعل إدراجها في التشريعات المقبلة أمرًا بعيد المنال.

يرى مراقبون أن الجدل حول الضرائب يكشف عن انقسام أيديولوجي داخل الحزب الجمهوري بين تيار محافظ تقليدي وتيار جديد أكثر ميلاً للشعبوية، يسعى لكسب قلوب الطبقة الوسطى من خلال تخلي جزئي عن سياسة "امتيازات الأثرياء".

ومع اقتراب موعد انتهاء صلاحية تخفيضات 2017 نهاية هذا العام، يواجه الحزب تحديات صعبة: إما تمرير تشريعات جديدة، أو المخاطرة بفقدان واحدة من أهم إنجازاته الاقتصادية.


المصدر : وكالات