في خطوة وُصفت بالمفصلية، صوّت المجلس المركزي الفلسطيني على استحداث منصب "نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير"، وهي الخطوة الأولى من نوعها منذ تأسيس المنظمة عام 1964.


وبحسب مصادر رسمية، فإن القرار نال تأييد 170 عضواً، مقابل رفض عضو واحد وامتناع آخر. وسيُمنح الرئيس الفلسطيني محمود عباس صلاحية اختيار نائب الرئيس من بين أعضاء اللجنة التنفيذية، على أن يحدد لاحقاً صلاحياته وإمكانية إعفائه متى شاء.

الخطوة أثارت جدلاً واسعاً، حيث سارعت حركة "حماس" إلى رفض القرار ووصفته بأنه يعمّق الانقسام ويكرّس التفرد في السلطة. وأكدت الحركة أن الاجتماع تجاهل مطالب تشكيل حكومة توافق وطني، واعتبرته محاولة لتهميش قوى المقاومة وتكريس مسار أحادي بعيد عن الإجماع الوطني.

الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين، في مداخلة تلفزيونية من رام الله، رأى أن استحداث المنصب جاء في ظل ضغوط إقليمية ودولية على الرئيس عباس، ووصف الخطوة بأنها "مناورة لامتصاص الضغوط دون إدخال إصلاحات فعلية في النظام السياسي"، مؤكداً أن عباس احتفظ بصلاحية تعيين وإقالة نائبه، ما يعني أن التغيير "شَكلي".

الانقسام يتعمق... والخلاف داخل المنظمة نفسها

وأوضح شاهين أن الانتقادات لا تأتي فقط من "حماس"، بل من فصائل أساسية داخل منظمة التحرير نفسها، كالجبهة الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب، التي اعتبرت أن الاجتماع جرى بدون تشاور مسبق أو توافق، مما أثار "غضباً واسعاً" حتى داخل الصف الفتحاوي.

كما أشار إلى أن الشارع الفلسطيني بات غير مبالٍ بهذه التحركات، نظراً لفقدان الثقة بالنظام السياسي بشقيه، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، في ظل تفاقم الأزمات والانقسام الداخلي.

انتخابات مؤجلة وتحديات مصيرية

وفي ما يخص الدعوات لإجراء انتخابات فلسطينية شاملة، رأى شاهين أن الظروف الحالية لا تسمح بذلك، خصوصاً مع تصاعد العدوان الإسرائيلي، وانعدام البنية التحتية الانتخابية في غزة التي تعاني من كارثة إنسانية.

وأكد أن الأولوية الآن هي لوقف الإبادة الجارية في القطاع، والاتفاق على هياكل حكم انتقالية، تكون قادرة على إدارة المرحلة المقبلة وتحظى بقبول إقليمي ودولي.

وفي سياق منفصل، شهدت الساحة الفلسطينية تصعيدًا حادًا في اللهجة، حيث شنّت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى هجومًا عنيفًا على الرئيس محمود عباس، وذلك على خلفية تصريحاته الأخيرة التي أدلى بها خلال اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني في رام الله.

السبب الرئيسي لهذا الهجوم يتمحور حول ما اعتبرته حماس والفصائل الأخرى "تحريضًا" من الرئيس عباس ضد المقاومة الفلسطينية، خاصة بعد أن دعا حماس إلى "تسليم الرهائن الإسرائيليين" لقطع الذرائع التي تستخدمها إسرائيل لمواصلة عملياتها العسكرية في غزة.


المصدر : Transparency News