أكد وزير المهجرين وشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، الدكتور كمال شحادة، أن إعادة بناء الجمهورية القوية هي مسار طويل ومستمر، مشدداً على أهمية التوافق الداخلي والدعم الدولي، وأوضح أن الاستراتيجية الوطنية الرقمية تمثل حجر الزاوية لنهضة لبنان الاقتصادية والتكنولوجية.


شدد وزير المهجرين وشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، الدكتور كمال شحادة، على أن إعادة بناء الجمهورية القوية التي تقوم بواجباتها تجاه المواطنين عملية مستمرة، لافتاً إلى وجود فرصة حقيقية اليوم يجب اغتنامها، وهي فرصة لم تتكرر منذ اتفاق القاهرة قبل 60 عاماً عندما ضعفت الدولة على الحدود.

وفي حديثه عبر برنامج "على مدى الجمهورية" مع الإعلامية جومانا مراد على إذاعة "لبنان الحر"، أوضح شحادة أن بناء الجمهورية يبدأ بحصرية السلاح بيد الدولة واستعادة السيطرة على الحدود وبناء المؤسسات، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب توافقاً داخلياً بين أغلبية القوى السياسية ودعماً دولياً.

وأكد شحادة أن الدعم الدولي مشروط بتطبيق الاتفاقيات الدولية ووقف إطلاق النار، موضحاً أن الدول المانحة لن تمول إعادة الإعمار ما لم يتم ضمان الاستقرار، إضافة إلى أن الإصلاحات المالية والاقتصادية تمثل شرطاً أساسياً للحصول على هذا الدعم، وهو ما يجري التفاوض بشأنه حالياً مع صندوق النقد الدولي والدول المانحة.

وعن دور المحاسبة، أشار شحادة إلى أنها أساسية، إلا أن الأولوية اليوم هي للإصلاح الاقتصادي وإعادة بناء القطاع المصرفي وإطلاق عملية إعادة الإعمار.

وفيما يتعلق بوزارة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، أوضح شحادة أن الهدف من إنشائها يتمثل في وضع استراتيجية وطنية رقمية مدعمة بالذكاء الاصطناعي، مبنية على تطوير التشريعات اللازمة، وإقامة شراكات مع القطاع الخاص والتربوي وشركات كبرى عالمية، بالإضافة إلى إنشاء بنى تحتية رقمية تربط مؤسسات الدولة ببعضها البعض لتسهيل المعاملات وتحسين الخدمات.

وكشف شحادة أن إقرار قانون إنشاء مناطق اقتصادية لامركزية للصناعات التكنولوجية في مجلس النواب يمثل إنجازاً تاريخياً، يتيح خلق فرص عمل واستقطاب استثمارات خارجية، معتبراً أن الشركات العالمية العاملة في التكنولوجيا ستعود إلى لبنان.

وأكد أن تحديث الإدارات العامة يحتاج إلى وقت وجهد لإعادة تدريب العاملين وتأهيلهم، موضحاً أن الوزارة ستباشر بإعداد الاستراتيجية الشاملة التي ستدمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، بما يطور الأداء من دون أن يحل مكان الكادر البشري.

وحول الاقتصاد الرقمي، أشار شحادة إلى أن لبنان أهدر فرصة منذ 20 عاماً لبناء اقتصاد رقمي معرفي، إلا أن التركيز الآن سيكون على خلق البيئة المناسبة وفرص العمل في القطاعات الرقمية، مستنداً إلى الطاقات البشرية والكفاءات اللبنانية المتميزة.

وأضاف أن التقنيات الرقمية قادرة على تطوير قطاعات التعليم والاستشفاء والصناعات الابتكارية، ما يعزز مكانة لبنان الريادية عالمياً في مجال الابتكار.

وختم شحادة بالتأكيد على أن الحكومة الإلكترونية أصبحت من الماضي، وأن العمل اليوم يتجه نحو بناء حكومة ذكية مدعمة بالذكاء الاصطناعي لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.



المصدر : وكالات