لم يعد خافياً على أحد أن ما يُحاك لقرطبا اليوم ليس استحقاقاً بلدياً عادياً، بل مؤامرة مكتملة الأركان. لائحة "قرطبا بتستاهل"، برئاسة فادي مرتينوس، لم تجد عيباً في أن تتحوّل إلى حصان طروادة، تُدخل عبره الأحزاب المتخاصمة إلى قلب القرار القرطباوي، لتتقاسمه كالغنائم بين التيار الوطني الحر، القوات اللبنانية، والكتائب اللبنانية، ومعهم أشباح أجهزة الوصاية السورية.


بوقاحة لا مثيل لها، اجتمع من دمّروا لبنان، وهجّروا شبابه، ونهبوا موارده، ليُجهزوا على آخر ما تبقى من إرادة حرة في هذه البلدة العريقة. اجتمعوا فقط لأن خمسة عشر شاباً وشابة تجرّأوا وقالوا: لا. لا للتبعية، لا للفساد، لا لسرقة القرار المحلي وتحويله ورقة تفاوض على طاولات الأحزاب.

فادي مرتينوس، الذي تجاوز عمره السياسي والميداني مرحلة "الصلاحية"، وجد نفسه اليوم واجهة بائسة لتحالف المهزومين. بدل أن يكون كبيراً في مواقفه، رهن قرطبا لحسابات أحزاب متصارعة أصلاً على كل شيء إلا على تدمير حلم الإصلاح.

هؤلاء الذين يتناحرون على شاشات التلفزة وينهشون بعضهم البعض في السياسة، اتفقوا فجأة على هدف واحد: قتل أي محاولة تغيير حقيقية تبدأ من بلدة كـ قرطبا. لائحة "قرطبا بتستاهل" ليست إلا حفنة من الحرس القديم، الذين يريدون البقاء في كراسيهم حتى ولو فوق أنقاض بلدتنا ومستقبل أولادنا.

لكن قرطبا ليست للبيع. ولن تكون سلعةً تتداولها الأحزاب الفاشلة لتسديد ديونها السياسية. شباب "قرطبا بالقلب" رفعوا الصوت، كتبوا برنامجاً جريئاً ومشروعاً إنمائياً حقيقياً. يقاتلون من أجل كل بيت في قرطبا، كل عائلة، كل شاب يحلم بالبقاء لا بالهجرة.

القرار لكم، يا أهل قرطبا. أنتم أصحاب الكلمة الفصل. بين من يريد قرطبا حرة نقية مزدهرة، ومن يريدها جائزة ترضية بين أحزاب لم تترك حجراً في هذا الوطن إلا ودمرته.
قرطبا ليست فريسةً سهلة، ولن تكون!