التصعيد الإسرائيلي يهدد استقرار لبنان مجدداً
28-04-2025 07:18 AM GMT+03:00
يثار تساؤل في لبنان اليوم: هل عاد الوضع إلى ما قبل السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي، تاريخ وقف إطلاق النار؟ وهل الغارة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية أمس تؤكد مجدداً هشاشة الاستقرار اللبناني؟ وهل يمكن أن يؤدي تصدع التهدئة إلى تبديد الآمال بالتعافي، خاصة بعد اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين؟ ولماذا اختارت إسرائيل توقيتاً حساساً كهذا، عقب انتهاء تلك الاجتماعات التي علّق عليها لبنان آمالاً كبيرة للحصول على مساعدات وقروض ميسّرة؟
هذه المخاوف بدت مشروعة مع التصعيد الأمني الذي بدأ مساء أمس، عندما شن الطيران الإسرائيلي غارة عنيفة عقب ثلاث غارات تحذيرية، مما دفع لبنان إلى إطلاق هجوم دبلوماسي مضاد قاده رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، بمشاركة رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الخارجية يوسف رجّي.
تحرك دبلوماسي لبناني عاجل
وعلمت "نداء الوطن" أن لبنان تواصل سريعاً مع لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار سعياً لاحتواء التصعيد ومنع تدهور الأوضاع. وأكدت مصادر حكومية أهمية الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانسحابها من المناطق اللبنانية المحتلة، مع التشديد على تعزيز سلطة الدولة وبسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، وتدعيم قدرات الجيش اللبناني لتحقيق السيطرة الكاملة، خصوصاً في الجنوب.
رئاسة الجمهورية والخارجية تدينان العدوان
دان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية، مطالباً الولايات المتحدة وفرنسا، بصفتهما ضامنتين لتفاهم وقف الأعمال العدائية، بتحمل مسؤولياتهما في كبح إسرائيل. وشدد على أن الاعتداءات الإسرائيلية تمثل خطراً حقيقياً يهدد أمن المنطقة واستقرارها.
كما أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الغارة التي طالت منطقة سكنية مكتظة، وما خلفته من حالة هلع بين المدنيين وأضرار مادية، داعية الدول الراعية لترتيبات وقف إطلاق النار إلى الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها المستمرة لقرار مجلس الأمن 1701.
وأكدت الوزارة عزمها على مواصلة الاتصالات مع الدول الشقيقة والصديقة لدعم الموقف اللبناني، ومطالبة إسرائيل بالانسحاب من كافة الأراضي اللبنانية التي تحتلها، مجددة التزام لبنان بتطبيق القرار 1701 بجميع مندرجاته.
موقف الأمم المتحدة
علّقت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، عبر منصة "إكس"، مشيرة إلى أن الغارة الإسرائيلية على الضاحية أثارت حالة من الذعر والخوف من تجدد العنف، وحثت جميع الأطراف على وقف أي أعمال تقوض تفاهم وقف الأعمال العدائية والالتزام بقرار مجلس الأمن 1701.
ماذا استهدفت الغارة؟
أعلنت إسرائيل أن الغارة استهدفت بنية تحتية تابعة لـ"حزب الله" في الضاحية الجنوبية كانت تُخزن فيها صواريخ دقيقة. وأكدت أن الضاحية لن تكون ملاذاً آمناً للحزب، محمّلة الحكومة اللبنانية مسؤولية منع هذه التهديدات.
وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقاً بالغارة، معتبرة أن تخزين الصواريخ وسط المدنيين يشكل دليلاً على استغلال "حزب الله" للمدنيين كدروع بشرية.
وأكدت مصادر إسرائيلية أن الجيش اتخذ تدابير لتفادي إصابة المدنيين عبر توجيه إنذارات مسبقة واستخدام ذخيرة دقيقة.
الجيش اللبناني ينتشر و"حزب الله" يلوّح بالرد
عقب الغارة، نفذ الجيش اللبناني انتشاراً واسعاً في موقع الاستهداف ومنع المدنيين من الاقتراب. فيما أشار مصدر مقرّب من "حزب الله" إلى أن تصريحات نتنياهو وكاتس هي تمهيد لتوسيع دائرة القصف داخل لبنان.
نتنياهو يكشف عن عملية "البيجر"
وفي سياق متصل، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تفاصيل عملية "البيجر"، مشيراً إلى أنها شكلت صدمة لـ"حزب الله" في لبنان. وقال إن "حزب الله" أرسل ثلاثة أجهزة لفحصها في إيران، ما دفع إسرائيل إلى تسريع العملية التي أسفرت عن القضاء على قيادات بارزة في الحزب وتدمير أسلحة وصواريخ تم تطويرها خلال العقود الثلاثة الماضية.
المصدر : نداء الوطن