الضاحية الجنوبية: خوف دائم مع كل تحليق إسرائيلي
29-04-2025 08:19 AM GMT+03:00
تكرر المشهد ذاته في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الأحد، مع غارة جديدة للطيران الإسرائيلي، حيث عمّ الذعر والارتباك المكان، وتدفقت حركة السير بشكل خانق، فيما هرع السكان لمغادرة منازلهم بعد إنذار إسرائيلي طال منطقة حي الجاموس.
عليا، وهي سيدة ثلاثينية من سكان الحي، تروي لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل تلك اللحظات العصيبة، قائلة: «لا شيء مختلفاً هذه المرة... مشاعر الخوف والقلق نفسها». وتضيف: «كنت في المنزل عندما شاهدت خريطة الاستهداف على حساب أفيخاي أدرعي على (إكس)، وصدمت بشدة».
وسط أصوات الرصاص، أسرعت عليا مع والدتها وشقيقها إلى أسفل المبنى، قبل أن ينتقلوا إلى الشارع باتجاه «مسجد القائم»، على مسافة 500 متر من موقع الاستهداف، حيث انتظروا تحت تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع، حتى شنت ثلاث غارات تحذيرية تلتها غارة رابعة عنيفة.
بعد ساعة ونصف من الانتظار، عادوا إلى منزلهم، محملين بمشاعر الخوف المستمرة، التي تصفها عليا بأنها تفاقمت منذ انفجار مرفأ بيروت في أغسطس (آب) 2020، معتبرة أن معظم السكان يعانون من «اضطراب ما بعد الصدمة».
رغبت عليا بالانتقال إلى مكان أكثر أماناً، لكنها تصطدم بارتفاع الإيجارات وارتباطها العاطفي بالحي الذي نشأت فيه.
بدوره، عاش حسين، وهو من سكان المنطقة، التجربة ذاتها، إذ قال: «تلقيت التحذير من صديق، وغادرت مع عائلتي إلى منزل أهل زوجتي». وعندما عاد صباحاً، وجد منزله مدمراً جزئياً، مؤكداً أنه سيضطر لترميمه للمرة الثالثة.
ويشير حسين إلى أن الأضرار هذه المرة كانت جسيمة، مما يجبره على استئجار منزل مؤقت في منطقة محايدة، رغم التكلفة المرتفعة.
أما طفله البالغ 8 سنوات، فقد عانى من صعوبة النوم تلك الليلة بسبب الرعب وفقدانه لمقتنياته الشخصية.
ويعتقد حسين أن «إسرائيل لا تستهدف الضاحية فقط، بل تستبيح لبنان بأكمله»، متسائلاً عن مصير العائلات المتضررة، التي تجد صعوبة في العثور على مأوى بديل.
وقد باشرت «مؤسسة جهاد البناء» معاينة الأضرار لتقديم تعويضات لاحقة للمتضررين.
في سياق متصل، تروي منى، سيدة خمسينية من سكان الحي، كيف اضطرت وعائلتها للخروج مجدداً خلال ساعات قليلة بعد الإنذار الثاني، قائلة: «قضينا الليل في منزل ابني خوفاً من استهداف جديد أو إصابتنا بشظايا».
المصدر : الشرق الأوسط