شادي الياس


في خضمّ التحدّيات الاقتصاديّة والاجتماعيّة التي يواجهها لبنان، برز في آونة الأخيرة مشروع تجهيز مطار القليعات في منطقة عكار ليلامس جوانب حيوية تتعلق بالتنمية المحلية، وتسهيل السفر في محافظة الشمال وتعزيز الاقتصاد الوطنيّ، ويكون مضارباً إقتصادياً على دول قريبة.

لطالما عانت عكار، الغنية بمواردها الأوليّة وتراثها الثقافي، من التهميش النسبي على صعيد البنية التحتية. فإن إنشاء مطار في هذه المنطقة يفتح آفاقاً واسعة للاستثمار، سواء في القطاع السياحي أو في القطاعات الزراعية والصناعية على طول الطريق الممتدة بين ساحل الكورة وقضاء عكار وأقله في سرعة تصدير المنتجات الزراعية الطازجة إلى الخارج عبر طائرات الشحن، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على المزارعين والصناعيين المحليين في المنطقة ويخلق فرص عمل كثيرة لأبناء المنطقة الفقيرة.

إن أهمية زيادة عدد المطارات في لبنان تتجاوز البعد المحلي لمنطقة عكار. ففي بلد يتمتع بموقع استراتيجي فريد بين الشرق والغرب، يعتبر تطوير البنيّة التحتيّة للنقل الجوي ضرورة حتمية لتعزيز مكانته كمركز إقليمي. إن وجود أكثر من مطار دولي سيساهم في تخفيف الضغط على مطار بيروت الدولي، التي ينتظرون اوقات طويلة لإجرائات السفر في المطار ويحسّن من تجربة المسافرين الذين سيتشجّعون لزيارة لبنان مررات عديدة.

على صعيد مداخيل الدولة، فإن إستحداث مطار جديد، وتوسيع القدرة الاستيعابية للمطارات القائمة، سيؤدي حتماً إلى زيادة في الإيرادات. هذه الإيرادات ستأتي من رسوم المغادرة والوصول ولو كانت قليلة، وخدمات الطيران المختلفة، بالإضافة إلى الضرائب المتأتية من النشاط الاقتصادي المتزايد حول هذه المطارات، مثل الفنادق والمطاعم وخدمات النقل. إن هذه الزيادة في المداخيل يمكن أن تساهم في دعم الخزينة العامة وتمويل مشاريع تنموية أخرى في البلاد في مختلف المجالات.


المصدر : Transparency News