جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقاده الحاد لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بعد أن قرر البنك المركزي الأميركي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، وهو ما لم يتماشى مع مطالب تراذمب السابقة في خفض الفائدة.


 وفي منشور له على منصته "تروث سوشيال"، وصف ترمب باول بأنه "متأخر للغاية" و"أحمق"، مضيفاً: "لا يفقه شيئاً. عدا ذلك، أنا معجب به كثيرًا!"

وأشار ترامب في منشوره إلى الانخفاض الكبير في أسعار النفط والطاقة، مشيراً إلى أن التضخم شبه معدوم، وأن الأموال من الرسوم الجمركية تتدفق إلى الولايات المتحدة. ورغم الانتقاد اللاذع، لم يُكرر ترمب دعوته السابقة لإقالة باول.

الاحتياطي الفيدرالي يُبقي الفائدة دون تغيير وسط المخاوف الاقتصادية

في المقابل، قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه الأسبوع الماضي الإبقاء على أسعار الفائدة كما هي، مُشيرًا إلى أن حرب الرسوم الجمركية التي بدأها ترمب تُمثل مخاطر اقتصادية، بما في ذلك ارتفاع التضخم و البطالة. هذا القرار يعكس التوجه المستقل للبنك المركزي في التعامل مع السياسات الاقتصادية، وهو ما أثار مجددًا الاستياء لدى ترمب الذي كان قد طالب بشكل مستمر بتخفيض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد.

ترمب يرسل إشارات متضاربة حول إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي

أرسل ترمب في الآونة الأخيرة إشارات متضاربة حول ما إذا كان سيُقدم على إقالة باول. ففي الشهر الماضي، تحدث ترمب علنًا عن إمكانية إقالة باول، وأشار كبير مستشاريه الاقتصاديين إلى أن الإدارة تدرس ما إذا كانت لديها السلطة لفعل ذلك. لكن الرئيس عاد ليُعلن في وقت لاحق أنه لا ينوي المضي قدمًا في هذا القرار.

وفي مقابلة مع برنامج "ميت ذا برس" على قناة "إن بي سي"، أكد ترمب قائلاً: "لماذا أفعل ذلك؟ سأقوم باستبداله خلال فترة قصيرة." وبهذا التصريح، بدا أن ترمب يخطط للانتظار حتى انتهاء ولاية باول الحالية في 2026.

التضارب بين السياسات النقدية والاقتصادية

أثار نهج الاحتياطي الفيدرالي تجاه السياسة النقدية استياء ترمب بشكل مستمر، خاصة في ظل مطالباته المتكررة بتخفيض أسعار الفائدة. في المقابل، نفى باول مرارًا أن تكون قرارات الاحتياطي الفيدرالي متأثرة بالسياسات الحزبية. وقد أكد أن تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأميركي خلق حالة من عدم اليقين حول التوقعات الاقتصادية.

تُعد الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على العديد من الدول، بما في ذلك الصين و الصلب، من العوامل التي يُعتقد أنها قد تؤدي إلى زيادة الأسعار على المستهلكين و تعطيل سلاسل التوريد، ما يُهدد بتسريع التضخم ويُضعف الاقتصاد الأميركي في الوقت نفسه.

يُذكر أن ترامب هو من رشح باول لتولي منصب رئيس الاحتياطي الفيدرالي في فترة رئاسته الأولى، في حين قام الرئيس الحالي جو بايدن بإعادة تعيينه لتولي المنصب مجددًا. هذا التعيين يأتي في وقت حساس، حيث تواجه الولايات المتحدة تحديات اقتصادية كبيرة وسط الانقسامات الحزبية بشأن السياسة النقدية.


المصدر : وكالات