أثار مقطع فيديو يُظهر مجموعة من طلاب محافظة السويداء وهم يغادرون السكن الجامعي الواقع على أوتوستراد المزة في دمشق، موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات حول الدوافع الأمنية والاجتماعية وراء هذه الخطوة المفاجئة.


جاءت المغادرة في وقت تشهد فيه البلاد توترات طائفية غير مسبوقة، خصوصًا في المناطق التي تشهد تجمعات للطائفة الدرزية، كـ جرمانا، أشرفية صحنايا، والسويداء، حيث سجلت تلك المناطق سلسلة من الحوادث الأمنية والتوترات خلال الأسابيع الماضية.

جذور الأزمة: تسجيل صوتي فجّر العنف

تعود جذور التصعيد إلى انتشار تسجيل صوتي منسوب لرجل درزي، يتضمن إساءة للنبي محمد، ما أدى إلى تفجر موجة عنف امتدت لعدة أيام، واستخدمتها بعض الجماعات المسلحة كذريعة لمهاجمة تجمعات درزية، تحت شعارات طائفية أثارت مخاوف من عودة العنف الطائفي إلى العاصمة ومحيطها.

وفي محاولة لاحتواء الأزمة، توصلت السلطات السورية إلى اتفاق محلي مع وجهاء السويداء، تضمن عدة بنود تهدف إلى تهدئة الأوضاع، من بينها:

  • تفعيل قوى الأمن الداخلي من أبناء السويداء.
  • رفع الحصار عن مناطق درزية في ريف دمشق.
  • تأمين طريق دمشق – السويداء.
  • عودة المحافظ مصطفى بكور إلى ممارسة مهامه بعد غياب طويل.

ورغم أن الاتفاق رُوّج له باعتباره خطوة نحو التهدئة، إلا أن مشاعر القلق لا تزال تسيطر على السكان، مع استمرار الشكوك في نوايا السلطة وقدرتها على ضبط الوضع أمنياً.

استقطاب داخلي وغياب الثقة

تشير مغادرة الطلاب إلى مستوى متقدم من انعدام الأمان والثقة، حتى داخل العاصمة التي يُفترض أنها أكثر استقرارًا. فالتوترات الأخيرة عمّقت الانقسامات بين فصائل الطائفة الواحدة، وطرحت تساؤلات حول مدى هشاشة الواقع الأمني، حتى بعد التفاهمات الظرفية.

وما حدث لم يكن مجرد انسحاب طلاب من السكن الجامعي، بل مؤشر حاد على القلق الطائفي والاجتماعي المتفاقم في سوريا. فالمشهد يعكس حالة من التوتر المتراكم، حيث لم تفلح الاتفاقات المحلية في تبديد الشعور بالاستهداف والخطر.

 


المصدر : وكالات