ترامب يركز على الخليج ويتجاهل تل أبيب؟!
15-05-2025 08:39 AM GMT+03:00
ورغم التزام الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو الصمت الرسمي، إلا أن مراقبين اعتبروا أن تجاوز إسرائيل في هذه الجولة يعكس تغيرًا واضحًا في أولويات الإدارة الأميركية، التي بدأت تميل إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية والاستراتيجية مع دول الخليج، مع تركيز أقل على الشأن الإسرائيلي.
ويأتي هذا التطور في وقت تعيش فيه إسرائيل حالة من القلق المتزايد، خاصة في ظل محادثات إدارة ترامب مع إيران، وتوجهها نحو وقف الهجمات على الحوثيين في اليمن، وهي ملفات تمسّ أمن إسرائيل بشكل مباشر.
من جانب آخر، أدى الإعلان المفاجئ من ترامب بشأن رفع العقوبات عن سوريا والدعوة لتطبيع العلاقات مع حكومتها الجديدة، إلى تعميق حالة "القلق الصامت" في تل أبيب. ووفقًا لوكالة "رويترز"، فإن هذه التحركات الأميركية فُهمت في إسرائيل كمؤشر على تراجع نفوذها في حسابات السياسة الخارجية الأميركية.
وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت في عدد من المدن، من بينها القدس وتل أبيب، تزامنًا مع تصريحات ترامب من الرياض بشأن وقف إطلاق النار مع الحوثيين، ما زاد من الشعور بالتجاهل، خاصة مع غياب أي إشارة صريحة لإسرائيل أو تهديداتها الأمنية.
ضغوط سياسية داخلية
في الداخل، يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغوطًا متزايدة من اليمين القومي، الذي يطالب بتصعيد العمليات العسكرية ضد حركة حماس في غزة لتحقيق "نصر حاسم"، في وقت يتصاعد فيه الغضب الشعبي من استمرار الحرب لما يزيد عن 18 شهرًا دون نتائج حاسمة.
ويرى محللون أميركيون أن ما يجري يعكس "تباينًا واضحًا في الأولويات" بين واشنطن وتل أبيب، حيث تركز إدارة ترامب على إنهاء النزاعات الطويلة وتحقيق استقرار اقتصادي، بينما تطالب إسرائيل بضمانات أمنية وتنسيق سياسي أوسع.
ورغم تطمينات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بشأن "متانة العلاقة مع إسرائيل"، فإن التحركات الأخيرة على الأرض والتصريحات الدبلوماسية تثير تساؤلات جوهرية حول مستقبل التحالف الاستراتيجي التقليدي بين الجانبين.
المصدر : وكالات
