ترامب في الخليج: زيارة تضع إيران في الزاوية وتعيد بوصلة فلسطين إلى مكانها الصحيح
15-05-2025 11:52 AM GMT+03:00
بينما تواصل ما تبقى من جماعات الممانعة تسويق خطابها الخشبي وتغليف مشاريع السيطرة والهيمنة بشعارات "تحرير فلسطين"، جاءت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية لتضع الأمور في نصابها، ولسحب كل الاوراق التي استخدمها محور طالما تاجر بالقضية الفلسطينية لابتلاع عواصم عربية وتحويل المقاومة إلى مشروع ميليشياوي عابر للحدود.
فالزيارة التي حُمّلت بدلالات سياسية واستراتيجية غير مسبوقة، أعادت التوازن إلى معادلة الشرق الأوسط، ووضعت خريطة طريق جديدة لا تمرّ عبر طهران، بل عبر عواصم القرار العربي التي استعادة زمام المبادرة من يد السلاح التخريبي والفوضى المقنّعة بالتحرير.
لقد أعاد مشهد القمة الأميركية-العربية في الرياض الاعتبار للقضية الفلسطينية، لا كأداة مساومة أو وسيلة لتعطيل بناء الدول، بل كقضية مركزية يُعمل على حلّها ضمن مشروع سياسي متكامل، يعترف بحق الشعب الفلسطيني، دون أن يمنح بطاقة عبور لأيّ محاور مشبوهة تسعى إلى فرض نفسها وصيًّا على فلسطين والقدس باسم الصواريخ والشعارات الجوفاء.
إن لحظة التحوّل هذه لا بد أن تصل أصداؤها إلى لبنان، حيث لا تزال بعض القوى تعيش في كهوف "الممانعة"، متجاهلة التغيرات الإقليمية والدولية، ومُصرّة على احتكار ما تبقى من سلاح، ضاربة عرض الحائط بمصلحة الدولة ومؤسساتها.
العالم العربي الجديد لا يقبل بعد اليوم بأن يُختطف القرار الوطني اللبناني من قبل جماعة تدّعي المقاومة وهي تمارس الاحتلال داخل حدودها وتمنع قيام الدولة. وهذا ما كان واضحًا في كلام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي شدّد على حصرية السلاح في لبنان بيد الدولة.
انكسار الحرس الثوري وكافة أجنحته كان عنوانًا مستترًا للحضور الأميركي- العربي القوي الذي يصرّ على تحريك عجلة السلام في المنطقة. ومن الرياض، انطلقت إشارة البدء نحو حلّ واقعي، عملي، ودولي للقضية الفلسطينية. ومن لبنان، يجب أن تُستكمل وبسرعة الصحوة الوطنية الشجاعة التي ستُنهي زمن الميليشيا وتُعيد الكلمة للدولة وحدها.
(هذه الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )
المصدر : Transparency News
