قُتل ما لا يقل عن 18 فلسطينياً صباح اليوم الثلاثاء، خلال انتظارهم الحصول على مساعدات غذائية في منطقة محور نتساريم وسط قطاع غزة، في حادثة جديدة أثارت موجة غضب وإدانة دولية. يأتي ذلك في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في القطاع، وسط حصار مشدد ونقص حاد في المواد الغذائية والطبية، بالتزامن مع استمرار القتال وتعثر جهود التهدئة.


 

قُتل ما لا يقل عن 18 فلسطينياً، صباح اليوم الثلاثاء، أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات غذائية عند إحدى نقاط التوزيع القريبة من محور نتساريم وسط قطاع غزة، وفقاً لمصادر طبية وشهود عيان.

وذكرت وزارة الصحة في غزة أن القتلى كانوا متجمعين أمام مركز توزيع يخضع لإشراف مؤسسة دولية مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، عندما تعرّضوا لإطلاق نار مباشر من قبل الجيش الإسرائيلي. ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي بشأن الحادثة.

وبحسب شهود عيان، فقد تجمّع المئات من المدنيين منذ ساعات الفجر الأولى في محاولة للحصول على طرود غذائية محدودة، وسط نقص حاد في السلع الأساسية. وأشاروا إلى أن إطلاق النار أسفر عن عدد كبير من الضحايا وأحدث حالة من الذعر في المكان.

وفي وقت سابق من اليوم، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بمقتل 12 مدنياً وإصابة 124 آخرين نتيجة إطلاق النار في الموقع ذاته. وذكر "المركز الفلسطيني للإعلام" أن مستشفى القدس في غزة استقبل منذ الصباح الباكر 12 شهيداً وأكثر من 124 إصابة متفاوتة.

كما نقلت وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا" أن "عشرات الشهداء سقطوا في نقاط توزيع مساعدات إنسانية مدعومة أميركياً وإسرائيلياً منذ بدء عملها أواخر الشهر الماضي".

يُذكر أن الجيش الإسرائيلي فرض منذ 2 آذار/مارس الماضي حصاراً مشدداً على القطاع، عقب فشل تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس"، ما أدى إلى شبه توقف في تدفق المساعدات الغذائية والطبية، بفعل القيود المفروضة على المعابر التي تشرف عليها القوات الإسرائيلية.

وقد أدى ذلك إلى تفاقم الوضع الإنساني، لا سيما في المناطق الوسطى والشمالية من غزة، حيث يعاني السكان من انعدام شديد في الأمن الغذائي ونقص حاد في الأدوية. وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت في وقت سابق من "كارثة إنسانية وشيكة"، مشيرة إلى أن غالبية سكان القطاع يعانون من انعدام أمن غذائي حاد.

وفي تقرير مشترك، أكدت كل من منظمة الأغذية والزراعة (WFP) ومنظمة الصحة العالمية أن "كل المؤشرات تشير إلى خطر حقيقي بحدوث مجاعة في بعض مناطق غزة خلال الأسابيع القليلة المقبلة"، ما لم يتم السماح بدخول المساعدات دون عوائق.

وأدانت منظمات دولية، بينها اللجنة الدولية للصليب الأحمر وهيومن رايتس ووتش، الاستخدام المتكرر للقوة من قبل الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين أثناء تجمعهم للحصول على المساعدات.

ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، تجاوز عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع 54 ألف قتيل، يشكل الأطفال والنساء النسبة الكبرى منهم. وتستمر المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل و"حماس" بوساطة مصرية وقطرية وأميركية، من دون التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار حتى الآن.



المصدر : الشرق الأوسط