حذر الكاتب والصحفي أسعد بشارة من تداعيات ما وصفه بـ"مشهد دراماتيكي ومقلق" في جنوب لبنان، على ضوء معلومات إعلامية إسرائيلية تتحدث عن تفاهم أميركي–إسرائيلي لإنهاء مهمة قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) بحلول أيلول المقبل، دون التوجه لتجديد تفويضها في مجلس الأمن.


ووصف بشارة وضع قوات "اليونيفيل" في الجنوب بـ"الكوميدي المبكي"، مشيراً إلى أن هذه القوات، التي زاد عددها إلى أكثر من 10 آلاف عنصر بعد صدور القرار 1701 عام 2006، لم تُمنح القدرة على تنفيذ تفويضها، بل تحولت إلى "مجرد مراقب مقيّد".

وقال إن المهمة الأصلية لليونيفيل كانت تشمل ضمان انسحاب إسرائيل إلى خلف الخط الأزرق، وإنشاء منطقة خالية من السلاح جنوب نهر الليطاني، ونزع سلاح الجماعات المسلحة، إلى جانب الحفاظ على الأمن والاستقرار على طرفي الحدود. لكن على أرض الواقع، مُنعت القوات من أداء مهام التفتيش أو التحرك بحرية، إلا بمرافقة الجيش اللبناني، الذي بدوره يواجه محدودية في الحركة والتنفيذ.

ولفت بشارة إلى أن الاعتداءات على اليونيفيل ليست جديدة، مشيراً إلى استهداف الكتيبة الإسبانية بعبوة ناسفة عام 2007، ما دفع القوات الأممية للحد من تحركاتها الميدانية بشكل كبير، والامتناع عن تنفيذ عمليات التفتيش التي ينص عليها القرار 1701.

وفي السياق ذاته، أشار إلى تصاعد التوترات في الجنوب، لا سيما في ظل استمرار الاعتداءات المتكررة على دوريات "اليونيفيل" من قبل ما يُعرف بـ"الأهالي"، والذي يُقصد بهم – بحسب تعبيره – عناصر من حزب الله، حيث يتم رصد يوميًا محاولات لمنع هذه القوات من تنفيذ مهامها، ما يضع علامات استفهام حول الجهة التي تتحكم بالمنطقة.

وأكد بشارة أن ما يحصل يعكس خرقًا واضحًا للقرار 1701، خاصة مع استمرار وجود بنى عسكرية لحزب الله جنوب الليطاني، تشمل أنفاقًا ومراكز ومواقع دفاعية، جرى إنشاؤها على مر السنوات الماضية، "بشكل علني وخلافًا للقرارات الدولية"، وفق تعبيره.

ورأى أن استمرار هذا الوضع يعطي إسرائيل "ذريعة إضافية" لتبرير غاراتها واغتيالاتها، خاصة أن الطرفين – حزب الله وإسرائيل – يعترفان عمليًا بوجود السلاح في الجنوب، مما يطرح علامات استفهام كبيرة حول فعالية القرار 1701 وموقع الدولة اللبنانية منه.

وختم بشارة بالإشارة إلى أن إلغاء تفويض اليونيفيل سيخلق فراغًا أمنيًا خطيرًا في الجنوب، معتبرًا أن الدولة اللبنانية مطالبة بإثبات سيادتها وتحمّل مسؤولياتها، وإلا فإن صورة لبنان أمام المجتمع الدولي ستكون صورة "دولة بلا هيبة ولا قرار".


المصدر : Transparency News