بعد خامنئي.. من البديل؟
19-06-2025 05:27 PM GMT+03:00
وذكرت تقارير صحفية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سبق أن رفض خطة إسرائيلية لاستهداف المرشد الإيراني، رغم تصريحه بأن الولايات المتحدة "تعرف مكانه ويمكنها تصفيته في أي وقت"، داعيًا النظام الإيراني حينها إلى "الاستسلام بدلًا من المواجهة".
ووفق تقرير نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية، هناك عدة أطراف معارضة تسعى إلى اقتناص الفرصة للسيطرة على السلطة في إيران في حال انهيار النظام الحالي، غير أن المشهد لا يخلو من التعقيد والانقسام.
منظمة "مجاهدي خلق"
تُعدّ منظمة مجاهدي خلق من أبرز الحركات المعارضة للنظام الإيراني، وقد تأسست عام 1965 على خلفية فكرية تجمع بين الإسلام السياسي والماركسية. شاركت في الثورة ضد الشاه، لكن علاقتها بالنظام الإسلامي الجديد سرعان ما تحوّلت إلى صراع دموي بعد عام 1979.
وتُصنّف السلطات الإيرانية المنظمة كـ"إرهابية"، فيما يُنظر إليها داخليًا بنوع من الريبة أو العداء الشعبي، لا سيّما بعد تحالفها مع النظام العراقي خلال الحرب الإيرانية–العراقية. وتُدير المنظمة اليوم "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" من الخارج بقيادة مريم رجوي، بينما لا يزال قائدها السابق مسعود رجوي مختفٍ عن الأنظار منذ أكثر من عقدين.
التيار الملكي
من جهة أخرى، الملكيون هم ورثة الحكم السابق وأنصار الشاه محمد رضا بهلوي، الذي فرّ من البلاد عام 1979 وتوفي لاحقًا في القاهرة. ويتزعم التيار الملكي المعارض حاليًا نجله رضا بهلوي، المقيم في الولايات المتحدة، والذي يدعو إلى تغيير النظام سلمياً عبر استفتاء شعبي يحدد شكل الحكم المستقبلي لإيران.
وبعد التصعيد العسكري الأخير، دعا رضا بهلوي الإيرانيين إلى الانفصال عن النظام الديني و"استعادة الجمهورية من أيدي رجال الدين"، في موقف يعكس محاولاته تقديم نفسه كبديل مدني–وطني.
الأقليات العرقية
تُشكّل الأقليات العرقية عنصرًا فاعلًا ضمن المعادلة الإيرانية المعقدة. وتشير الصحيفة إلى وجود توتر طويل الأمد بين الحكومة المركزية والفئات العرقية غير الفارسية، مثل الأكراد والبلوش والعرب والتركمان، الذين تعرض بعضهم للقمع وشاركوا في تمردات مسلحة متقطعة.
وفي حال حدوث انهيار في السلطة المركزية، فإن بعض هذه الأقليات قد تسعى إلى الانفصال أو الحكم الذاتي، ما يُنذر بتفكك محتمل للجمهورية الإسلامية إلى كيانات مناطقية أو إثنية.
المعارضة المدنية وقادة الاحتجاجات
إلى جانب الفصائل المنظمة، يبرز تيار مدني غير حزبي يتكوّن من نشطاء وقادة احتجاجات سابقة. فقد شهدت إيران موجات احتجاج جماهيرية واسعة، أبرزها في عام 2009 مع الحركة الخضراء بقيادة مير حسين موسوي، ومؤخرًا في عام 2022 بعد مقتل مهسا أميني، حيث لعبت الناشطة نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2023، دورًا رمزيًا كبيرًا، رغم أنها تقبع حاليًا في سجن إيفين.
سيناريوهات ما بعد خامنئي
بحسب "إندبندنت"، فإن أكثر السيناريوهات ترجيحًا في حال غياب المرشد الأعلى يتمثل في سيطرة الحرس الثوري الإيراني على مفاصل الدولة وفرض أحكام عرفية، مع احتمالية نشوء صراع داخلي على السلطة، لا يُستبعد أن يتطوّر إلى حرب أهلية.
ويتخوف المراقبون من أن يمتد هذا الصراع إلى الإقليم بأسره، في ظل تشابك المصالح والنفوذ الإيراني في عدد من الساحات، من العراق وسوريا إلى لبنان واليمن.
المصدر : إندبندنت
