في تحوّل لافت في سياسات اللجوء داخل الاتحاد الأوروبي، تتجه ألمانيا إلى اتخاذ خطوات حاسمة لترحيل اللاجئين السوريين المصنّفين "خطرين أمنياً" أو المدانين بجرائم، وذلك على غرار ما بدأت به النمسا مؤخراً. هذا القرار يعكس تشدداً متزايداً في المواقف تجاه ملف اللاجئين، لا سيّما بعد تغيّرات سياسية وأمنية في المنطقة، أبرزها سقوط نظام بشار الأسد، ما دفع بعض الدول الأوروبية إلى إعادة النظر في مبدأ الحماية الذي طالما مُنح للسوريين الهاربين من الحرب.


أعلنت وزارة الداخلية الألمانية، اليوم السبت، عزمها المباشرة بترحيل اللاجئين السوريين من ذوي السوابق الجنائية، وذلك في خطوة تأتي بعد أيام من إعلان مماثل من قبل النمسا، لتكون الدولتان أول من يطلق هذا الإجراء داخل الاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة.

وأوضح متحدث باسم الوزارة لوكالة "فرانس برس" أن وزارة الداخلية كلّفت المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF) باتخاذ تدابير بحق السوريين المصنّفين "خطرين" أو المتورطين في ارتكاب جرائم. وأكد أن من يرتكب جرائم جسيمة يفقد الحماية التي يمنحها قانون اللجوء، ما قد يؤدي إلى سحب أي وضع قانوني حصل عليه سابقاً.

وأشار إلى أن اتفاقاً جرى بين أطراف الائتلاف الحاكم، المكوّن من المحافظين بقيادة المستشار فريدريش ميرتس والحزب الديمقراطي الاجتماعي، يقضي ببدء عمليات الترحيل إلى كل من سوريا وأفغانستان، على أن تشمل المرحلة الأولى الأشخاص المصنفين "خطراً أمنياً"، مع تأكيد الوزارة أنها بدأت التواصل مع السلطات السورية بهذا الشأن.

ووفق معطيات كشفت عنها الوزارة رداً على استجواب برلماني، فإن الهيئة الاتحادية للهجرة واللاجئين أعادت، بين شهري كانون الثاني وأيار، فتح أكثر من 3500 ملف قد يؤدي إلى سحب اللجوء. وتم حتى الآن إلغاء صفة "لاجئ" في 57 حالة، وسحب الحماية الثانوية في 22 حالة أخرى.

في الفترة نفسها، عاد نحو 800 سوري إلى بلدهم ضمن برنامج "العودة الطوعية" الذي تموّله الحكومة الألمانية، واستفاد منه حتى اليوم قرابة 2000 شخص.

ويُقدّر عدد السوريين المقيمين في ألمانيا بنحو مليون شخص، غالبيتهم وصلوا خلال موجة اللجوء الكبرى في عامي 2015 و2016. ومع سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول 2024، علّقت ألمانيا والنمسا، إلى جانب دول أوروبية أخرى، إجراءات البت بطلبات اللجوء، في ظل تصاعد الحملات التي تقودها أحزاب اليمين المتطرف للحدّ من بقاء اللاجئين على أراضيها.


المصدر : وكالات